يسعدنا في جمعية يما توجاجت للثقافة والبيئة أن نقدم لجمهور ساكنة جماعة عين بيضاء مقالة تعريفية مختصرة لمفهوم التراث ومقاصد المحافظة عليه من الاندثار والتلف من أجل التنمية المستدامة وحسن التواصل بماضي الأسلاف وربطه بالحاضر والمستقبل.
أرفقنا بهذه المقالة استمارة حول المحافظة على التراث والمواقع التراثية، نقصد منها إشراك الساكنة عن طريق استطلاع رأي الجميع حول أهمية التراث في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة ...
نرجو تعاونكم لما فيه خير ومصلحة المنطقة والساكنة، رابط الإستمارة, شكرا لكم.
فما المقصود بالتراث، وما هي فوائد المحافظة عليه بالنسبة للساكنة محليا؟
الاهتمام بالتراث يعني الكشف عن العناصر المكونة للهوية محليا، ويعني الحلم بإعادة بناء الاهتمامات الفكرية للإنسان حتى يتصالح مع بيئته ومحيطه الطبيعي وتاريخه، ولتحقيق كل ذلك نحتاج إلى مشروع وبرنامج عمل، وإرادة ومثابرة على العمل الميداني، وهو ما تحاول جمعية يما توجاجت للثقافة والبيئة أن تعمل من أجله، بفضل مساهمة ومشاركة الساكنة والنخب الفاعلة، والمسؤولين على المستوى المحلي والجهوي والوطني...
فماذا نقصد بالتراث؟
التراث هو كل ما يرثه المجتمع عن ماضيه المادي واللامادي، ويشمل القيم (التسامح، التعاون والتكافل...) التقاليد والعادات، المعارف والفلكلور، منتوجات الصناعة التقليدية، الهندسة المعمارية، فنون الطبخ والطعام، وكل الأشياء التي تشكل هوية الجماعة وتاريخها؛ والتراث عادةً ينقسم إلى نوعين رئيسيين هما:
التراث المادي (الملموس):
- المباني والمواقع التاريخية: مثل الأضرحة والمقابر التي تغطيها الغابات التراثية، المساجد القديمة، المزارات الدينية المختلفة (مثل: يما توجاجت، يما ربيعة ...)، مواقع تراثية خاصة مثل موقع " الطُّوبْ" حيث النبع المائي المعدني الذي له وظائف متعددة خاصة فائدته في "التَّصْبِينْ" ونظافة الملابس.
- القطع الأثرية التي تشمل الأدوات القديمة، قطع الفخار، والمجوهرات التاريخية... وغيرها
- المخطوطات والكتب النادرة والوثائق التي تحفظ المعارف القديمة مثل الرسوم العدلية والظهائر وغيرها.
التراث غير المادي (اللامادي):
- العادات والتقاليد الشفوية وتشمل الحكايات، الأمثال الشعبية، الشعر الشعبي، والأغاني التراثية.
- الممارسات الثقافية متوارثة مثل الطقوس الدينية، الاحتفالات، مثل موسم المولد بسيدي علي بن عثمان حفلات الزفاف التقليدية مثل عادة "قَدِّيمُو والحِنَّة"....
- الحرف والفنون: النسيج، النحت، الرقص الشعبي، الموسيقى التقليدية (مثل العزف على الآلات التراثية).
لماذا يعتبر التراث مهما؟
- لأنه يعزز هوية السكان محليا ويعكس تراث المجتمع ويدعم الشعور بالانتماء لدى الأجيال.
- لأنه يعتبر موردا اقتصاديا عبر تدعيم السياحة المحلية.
- لأنه أداة تواصل بين الأجيال عن طريق نقل المعارف من الكبار إلى الشباب.
فالتراث إذن ليس مجرد آثار من الماضي فحسب، بل هو أساس لبناء المستقبل عبر الحفاظ عليه وتطويره بطرق مبتكرة، فالمحافظة عليه تلعب دورًا حيويًا في تنشيط السياحة القروية، على اعتبار أن منطقتنا تُعدّ مستودعا طبيعيا وغنيا بموروثها التاريخي والتراثي المتنوع في كل المجالات الثقافية والاجتماعية....
وفيما يلي إليكم أبرز فوائد الحفاظ على التراث وتعزيز السياحة القروية محليا:
جذب السياح المهتمين بالثقافة والتاريخ:
- يعتبر التراث المادي (المواقع التاريخية، المساجد القديمة، والمزارات المختلفة...) والتراث الغير المادي (الأغاني الشعبية، المواسم، العادات والتقاليد ....) عَامِلَ جَذْبٍ رئيسي للسياح الذين يبحثون عن تجارب فريدة تختلف عن الوجهات التقليدية التي تعودوا على زيارتها.
- تعتبر المناطق التي تحافظ على تراثها وجهات مفضلة للسياحة الثقافية والتراثية، مما يزيد من عدد زوارها والوافدين عليه.
تعزيز الاقتصاد المحلي:
- السياحة القروية القائمة على التراث توفر فرص عمل لسكان المحليين في مجالات مختلفة مثل الإرشاد السياحي، بيع المنتجات التقليدية، وإدارة المواقع التراثية....
- تساعد السياحة القروية على تنشيط الحرف التقليدية: مثل النسيج، الفخار، النقش على الخشب.... مما يحافظ عليها من الاندثار وبالتالي تعتبر مصدرا مهما للدخل
الحفاظ على الهوية المحلية:
- تحمي المحافظة على التراث هوية المجتمع القروي من الذوبان في العولمة، مما يجعل المنطقة على تميزها وخصوصيتها وبذلك تستطيع السياح الراغبين في تجربة حياة أخرى أصيلة بتلك المناطق.
- إن الاهتمام بإحياء العادات والتقاليد، مثل الأعراس والأطباق التقليدية الشعبية... يجعل السياح يشعرون بانغماس ثقافي فريد غير معهود لديهم.
تنويع المنتج السياحي:
- يمكن للتراث أن يكون أساسًا لبرامج سياحية مبتكرة مثل:
- جولات في الطبيعة المحلية بوديانها وغاباتها.
- خلق أوراش للحرف اليدوية التقليدية.
- مهرجانات تراثية مثل إقامة مواسم، ألعاب شعبية كما كان معروفا لدى السكان من رقصات " بُوجْلُودْ".
- هذا التنويع في الأنشطة التراثية في شهرة المنطقة سياحيا ويطيل مدة إقامة السياح ويزيد من إنفاقهم وبالتالي الرفع من الدخل المحلي
تحسين البنية التحتية والخدمات:
- الاهتمام بالمواقع التراثية في المنطقة غالبًا ما يصاحبه تطوير في تحسين طرق المواصلات، وخدمات الضيافة.
- قد تشمل هذه المشاريع ترميم البيوت القديمة وتحويلها إلى فنادق أو متاحف صغيرة.
جذب الاستثمارات السياحية:
- يمكن أن تصبح المناطق ذات التراث الغني والذي تمت المحافظة عليه، وجهة للمستثمرين في مجال السياحة البيئية والثقافية، مثل بناء فنادق صديقة للبيئة أو مراكز للتراث.
- إقامة المشاريع الصغيرة مثل المقاهي التقليدية، متاجر التحف التي يمكن أن تحصل على دعم من برامج التنمية البشرية.
التسويق السياحي الفعال:
- يعتبر التراث عنصر تسويقي قوي، شرط الترويج الأمثل لإمكانيات المنطقة كـوجهة للسياحة المستدامة.
تعزيز السياحة المستدامة:
- الحفاظ على التراث يسير جنبًا إلى جنب مع حماية البيئة، حيث تشجع السياحة القروية على استخدام الموارد المحلية بشكل مستدام.
- الحفاظ على التراث يسير جنبًا إلى جنب مع حماية البيئة، حيث تشجع السياحة القروية على استخدام الموارد المحلية بشكل مستدام.
الخـــلاصــــة:
إذن، التراث ليس مجرد ماضٍ ميت بلا حياة، بل يعتبر موردا اقتصاديا وثقافيا حيويا يمكن أن يكون محركًا رئيسيًا للسياحة القروية، على شرط أن يتم دمجه في مخططات تنموية مستدامة تحفظ أصالته وتضمن المشاركة الفعالة للمجتمع المحلي.